ميزان الرجولة

موضوع: ميزان الرجولة الإثنين أبريل 14, 2008 7:42 pm

ميزان الرجولة

لا يغرك من الرجل طنطنته وما تراه يفعل من صلاة وصوم وصدقة وعزلة عن الخلق .
إنما الرجل هو الذي يراعي شيئين : حفظ الحدود واخلاص العمل .
فكم قد رأينا متعبداً يحرق الحدود بالغيبة ، وفعل ما لا يجوز مما يوافق هواه .
وكم قد اعتبرنا على صاحب دين أنه يقصد بفعله غير الله تعالى .
وهذه الآفه تزيد وتنقص في الخلق .
فالرجل كل الرجل هو الذي براعي حدود الله ، وهي ما فرض عليه وألزم به والذي يحسن القصد ، فيكون عمله وقوله خالصاً لله تعالى ، لا يريد به الخلق ولا تعظيمهم له .
فرب خاشع ليقال ناسك ، وصامت ليقال خائف ، وتارك للدنيا ليقال زاهد ، وعلامة المخلص أن يكون في جلوته كخلوته ، وبما تكلف بين الناس التبسم والانبساط لينمحي عنه اسم زاهد .
فقد كان ابن سيرين يضحك بالنهار ، فإذا جن الليل فكأنه قتل القرية . واعلم أن المعمول معه لا يريد الشركاء ، فالمخلص مفرد له بالقصد ، والمرئي قد أشرك ليحصل له مدح الناس .
وذلك ينقلب ، لأن قلوبهم بيد من أشرك معه ، فهو يقلبها عليه لا اليه .
فالموفق من كانت معاملته باطنة وأعماله خالصة .
وذاك الذي تحبه الناس وإن لم يبالهم ، كما يمقتون المرائي وإن زاد تعبده .
ثم إن الرجل الموصوف بهذه الخصال لا يتناهي عن كمال العلوم ولا يقصر عن طلب الفضائل .
فملأ الزمان أكثر ما يسعه من الخير ، وقلبه لا يفتر عن العمل القلبي الى أن يصير عن شغله بالحق سبحانه وتعالى .

أحبك ربي...

.